مصنع بطاريات جديد لشركة ستيلانتس Stellantis

إذا كان لوقتنا الحاضر الذي نعيشه سمة تطغى على كل شيء فإن هذه السمة هي التوجه نحو الطاقة النظيفة (الخضراء) وإن من أكثر المصادر استهلاكاً للطاقة في وقتنا الحالي هي وسائل التنقل حيث تستهلك ما معدله 25% تقريباً من الطاقة المنتجة حول العالم. وإن كل هذه الطاقة إلى وقت قريب وأغلبها في الوقت الحالي يأتي من الوقود الأحفوري، ولما لهذا الوقود من أثر سيئ على البيئة، ونحن نرى ما يحصل للطقس من تغييرات سلبية كثيرة، أكبرها هو الاحتباس الحراري الذي يعتبر أحد أسبابه هي الغازات الناتجة من حرق الوقود في محركات الاحتراق الداخلي.

مصنع بطاريات جديد لشركة ستيلانتس Stellantis
ستيلانتس تعلن عن إنشاء مصنع بطاريات

لذلك، فإن تحويل صناعة السيارات من صناعة السيارات ذات محركات الاحتراق الداخلي والتي تعمل بالوقود الأحفوري إلى السيارات التي تعمل على الطاقة الكهربائية أصبح تركيز عمالقة صناعة السيارات، وهدف أغلب هذه الشركات هو كهربة صناعة السيارات بالكامل والاعتماد على البطاريات الكهربائية، أي تحويل جميع السيارات التي تنتجها هذه الشركات إلى سيارات تعمل بالطاقة النظيفة فقط وإلغاء إنتاج المركبات التي تعمل بالوقود الأحفوري بالكامل.

مصنع بطاريات السيارات لشركة ستيلانتس

مؤخراً قامت Stellantis، الشركة الأم لماركة دوج Dodge وجيب Jeep وكرايسلر Chrysler، باختيار مدينة كوكومو Kokomo في ولاية إنديانا في الولايات المتحدة الأميركية، كموقع لبناء مصنع بطاريات ليثيوم أيون جديد الذي ستقوم فيه بصناعة بطاريات السيارات الكهربائية. هذا المصنع سيتم بناؤه بالشراكة مع شركة Samsung SDI الكورية الجنوبية، وهي إحدى أفضل الشركات الرائدة في تصنيع بطاريات السيارات الكهربائية. قامت الشركتان بالإعلان عن المشروع يوم الثلاثاء الرابع والعشرون من شهر مايو، إلى جانب حاكم ولاية إنديانا إريك هولكومب والعديد من المسؤولين المحليين الآخرين في كوكومو.

كبير مسؤولي التشغيل في Stellantis، مارك ستيوارت، بين في المؤتمر الصحفي الخاص بالإعلان عن مصنع بطاريات الليثيوم للسيارات، إن المنشأة الجديدة ستخلق 1400 وظيفة جديدة وستكون بتكلفة بناء تصل إلى 2.5 مليار دولار، على الرغم من أن شركتي Stellantis وSamsung على استعداد لإنفاق ما يصل إلى 3 مليارات دولار على المشروع. حيث أن تكلفة المشروع سيتم تقسيمها بين الشركتين.

في الواقع تدير حالياً شركة Stellantis عددًا من المرافق في كوكومو، بما في ذلك مصانع صب هياكل السيارات، وتصنيع ناقل الحركة، ومنشآت تصنيع المحركات. وقالت الشركة إن إضافة مصنع بطاريات كهربائية للسيارات سيساعد في تسريع دفع شركة صناعة السيارات لكي تقوم بكهربة قطاعات واسعة من مجموعتها. وكانت Stellantis قد أعلنت سابقًا أنها ستبني مصنعًا للبطاريات EV تبلغ قيمته 4.1 مليار دولار، جنبًا إلى جنب مع شركة LG Energy Solution، في مدينة وندسور في ولاية أونتاريو الكندية.

Stellantis
ستيلانتس الشركة الام للعديد من ماركات السيارات الشهيرة

كهربة صناعة السيارات في شركة ستيلانتس

قالت شركة Stellantis، التي كانت أبطأ من Ford وشركة General Motors في تبني التحول نحو المركبات الكهربائية، إنها تستهدف في خططها بيع خمسة ملايين مركبة كهربائية بحلول عام 2030. وقد أعلنت الشركة، وهي رابع أكبر شركة لصناعة السيارات في العالم، في العام الماضي عن خطة شاملة لإضفاء الطابع الكهربي على مجموعاتها في معظم علاماتها التجارية، وذلك يتضمن إصدارات مركبة كهربائية من شاحنات رام 1500 الصغيرة وسيارة دودج كهربائية قوية بالإضافة إلى موديلات جيب متعددة. أعلنت الشركة، في وقت سابق من العام الحالي أن شركة كرايسلر لن تبيع السيارات الكهربائية إلا بحلول عام 2028.

خلال المؤتمر الصحفي تناول ستيوارت الانتقادات القائلة بأن Stellantis متخلفة فيما يخص عملية كهربة صناعة سياراتها، حيث قال: “يعتقد الناس أحيانًا أننا متأخرون. ‘نحن لسنا كذلك. اليوم لدينا بالفعل 25 سيارة كهربائية تعمل بالبطارية (Battery Electric Vehicle) مختلفة في السوق حول العالم”. (قام لاحقًا بتصحيح هذا الرقم ليكون 19 سيارة كهربائية تعمل بالبطارية متوفرة عالميًا).

وأضاف ستيوارت: “لدينا بالفعل مركبتان هجينة تعمل بالكهرباء قابلة لإعادة الشحن Plugin Hybrid هنا في الولايات المتحدة”. “لذلك ربما نحن متأخرون عندما يتعلق الأمر بتجهيز السيارات الكهربائية التي تعمل بالبطاريات إلى هذا السوق، ولكن ليس كثيرًا.”

سيارة كهربائية
شحن السيارة الكهربائية

الطاقة الإنتاجية للمصانع

قالت الشركة إن مصنع بطاريات سيارات Stellantis الجديد في كوكومو، والذي من المقرر أن يبدأ الإنتاج في عام 2025، ستبلغ طاقته الإنتاجية السنوية الأولية 23 جيجاوات ساعة (GWh)، أخذاً بنظر الاعتبار زيادتها إلى 33 جيجاوات ساعة في السنوات القليلة المقبلة. وستبلغ الطاقة الإنتاجية السنوية لمصنع وندسور لبطاريات الليثيوم أيون التابع للشركة أيضاً بالتعاون مع LG إلى 45 جيجاوات ساعة، الذي سيعمل في الربع الأول من عام 2024.

وبالمقارنة، قالت شركة فورد إن مصانعها الثلاثة الجديدة للبطاريات ستوفر 129 جيجاوات ساعة من الطاقة الإنتاجية في السنة. كما وتخطط شركة جنرال موتورز لإنشاء أربعة مصانع جديدة للبطاريات في الولايات المتحدة (بالتعاون أيضًا مع LG Chem) بسعة سنوية إجمالية تبلغ 140 جيجاوات ساعة. بينما تهدف شركة فولكس فاجن إلى إنشاء تشغيل ستة مصانع لإنتاج خلايا البطاريات في أوروبا بحلول عام 2030 بإجمالي 240 جيجاوات ساعة في السنة.

الحاجة إلى تنمية صناعة البطاريات عالمياً

مع تحول صناعة السيارات ببطء إلى الكهرباء، فإن الحاجة إلى توسيع قدرة تصنيع البطاريات تتنامى. على الصعيد العالمي، من المتوقع أن ينمو إنتاج البطاريات من 95.3 جيجاوات ساعة (GWh) في عام 2020 إلى 410.5 جيجاوات ساعة في عام 2024، وفقًا لشركة GlobalData، وهي شركة بيانات وتحليلات.

كما أنه من المهم أن تأخذ شركات السيارات في عين اعتبارها أن صناعة السيارات الكهربائية وبطارياتها لا زالت في أول عهدها ولا بد من التفكير ووضع الخطط المستقبلية لما ستكون عليه صناعة البطاريات في المستقبل، خاصة وأن حاجة السوق إلى البطاريات في تنامي.

هناك شيئاً آخر لا يقل أهمية عن صناعة بطاريات كهربائية للسيارات، وهو تطوير البطاريات نفسها لتلائم استخدامات المستهلكين؛ حيث إن ما يعرقل نمو وازدهار صناعة سيارات صديقة للبيئة في وقتنا الحالي هو عدم قابلية بطاريات الليثيوم أيون الحالية التي يتم تجهيز السيارات بها على منافسة سيارات محركات الاحتراق الداخلي في سرعة ملء السيارة بالوقود (التي تأخذ عشر دقائق كحد أقصى) كون عملية شحن السيارة تأخذ وقتاً طويلاً جداً (نسبياً)، إضافة إلى أن المدى المقطوع مقابل فترة الشحن الطويلة هو مدى قصير نسبياً لا يتجاوز في معدله عند أغلب المركبات الكهربائية في وقتنا الحاضر مقدار 400 كيلومتر.

مصدر1 مصدر2 مصدر3 مصدر4

Similar Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *