لماذا تتفوق السيارات الكهربائية على التقليدية

مع تطور التكنولوجيا باتت السيارات الكهربائية (Electric Cars) تغزو العالم ولاسيما في البلدان المتقدمة، وتمثل السيارات الكهربائية عصراً جديداً من الحداثة، والمعاصرة للمستقبل؛ حيث إنها تتمتع بمميزات مختلفة تماما عن السيارة التقليدية مما يجعلها أفضل بكثير، ومن المتوقع في المستقبل أن تحل السيارات الكهربائية محل التقليدية في بلدان متعددة وبشكل كبير نظراً لمميزاتها الرائعة.

وفي تصريح إلى بانغ سون جيونغ نائب رئيس شركة هيونداي كما أنه رئيس عمليات أفريقيا والشرق الأوسط، أن ما يغيب عن الكثيرين ويعد حتماً مفاجئاً للكثير منهم أن المركبات الكهربائية (Electric Vehicles) لا تعد وليدة للعقد الحالي بل هي أقدم بأعوام عديدة؛ حيث إن تصنيع هذه المركبات قد تم البدء فيه خلال القرن التاسع عشر.

وفي هذا المقال سنتعرف في بادئ الأمر على مميزات السيارات الكهربائية التي ستجعلها تمثل المستقبل، وتتفوق على المركبات التقليدية.

مميزات السيارات الكهربائية

ديناميكية القيادة

تتمتع السيارات الكهربائية بديناميكية أكبر في القيادة، ويعود ذلك الى عزم الدوران الذي يصل للحد الأقصى مما يجعله عند التسارع من الثبات يكون متاح بشكل كامل. بالإضافة إلى القصور الذاتي القليل، وعدم وجود تأخر التعشيقات وفجوة التيربو، ولكن لتحقيق أكبر مدى ممكن للسير يتم تحديد السرعة القصوى لحد معين، كما يمكن قيادتها بحركة معقولة نسبياً أثناء حركة المرور داخل المدينة حتى مع وجود المحرك الضعيف.

كما ينصح القيام للنظر بعناية فائقة في البيانات الخاصة بمعدلات الأداء للمركبة الكهربائية، من أجل الوقوف بدقة عالية على إمكانيات المركبة لعمليات التسارع، بالإضافة إلى القيادة بسرعة عالية.

تكلفة الصيانة

بشكل عام أن الإنفاق الأولي للسيارات الكهربائية هو أعلى من التقليدية، بينما النفقات المتعلقة بالتشغيل في السيارات الكهربائية تكون أدنى من التقليدية. وذلك يعود إلى استخدام التقليدية محركات الاحتراق الداخلي، التي تكلف نفقات أكبر على وسائل المبرد وزيت المحرك وزيت ناقل الحركة، ومثل هذه المنتجات غير متواجدة في الكهربائية “Electric Car” لعدم وجود محرك الاحتراق الداخلي.

في بادرة لجعل الأرض أكثر اخضرارا يتم صرف حوافز ضريبية لمستخدمين السيارات الكهربائية. بالإضافة إلى فرض ضريبة على عملية استهلاك الوقود التقليدي مما يشكل عبئا على مستخدمي سيارة الوقود التقليدية.

البطارية

من أهم مميزات السيارات الكهربائية هو بطارياتها؛ حيث إنها تعمل بواسطة الكهرباء المخزنة داخل بطارياتها على عكس التقليدية التي تعمل بالديزل والبنزين، ويمكن إعادة شحن بطارياتها من خلال القيام بتوصيلها لمصدر كهربائي خارجي. كما يمكن لمالكي السيارات الكهربائية من شحن سياراتهم داخل المنزل من خلال إيصالها بنقطة توصيل الكهرباء. وفي هذا الصدد، أن متوسط مدة قيادة المركبات التي تعمل بالكهرباء بلغ 200 ميل لكل عملية شحن واحدة، وتعد كافية لقضاء المشاوير اليومية.

اقرأ: سيارة جنرال موتورز الكهربائية

وبفضل التطور في مجال التقنيات باتت المسافة التي تقوم بقطعها السيارات الكهربائية بالازدياد لكل عملية شحن واحدة، وباتت شركات المصنعة للسيارات تنتج سيارات كهربائية بمعدل مدى لكل شحنة واحدة بلغ 300 ميل.

الانبعاثات

تفرز المركبات التقليدية انبعاثات كبيرة نتيجة اعتمادها على محركات الاحتراق الداخلي، على عكس المركبات التي تعمل بالكهرباء تفرز انبعاثات أقل بكثير، ولكن هناك اعتقادات إن عملية صناعة البطاريات هي ذاتها قد تؤدي إلى إنتاج انبعاثات ضارة، ولغرض معالجة هذا الأمر قرر مصنعو السيارات الكهربائية اتخاذ عدة قرارات لحلها من بينها، استخدام أقل للطاقة المضرة للبيئة داخل مصانعهم، ولكن مع بعض سلبياتها أثناء التصنيع إلا أن من مميزات السيارات الكهربائية إنها تبقى أقل ضرراً من التقليدية، وتفرز انبعاثات أقل بكثير مما يجعلها صديقة للبيئة.

هل تمثل السيارات الكهربائية المستقبل؟

مع اتجاه العديد من الشركات إلى إنتاج سيارة كهربائية التي تعمل بواسطة البطاريات مثل تسلا و بي ام دبليو وحتى شركة مرسيدس. على الرغم من ذلك، لا تزال هذه المركبات تكتسب شهرتها وشعبيتها داخل السوق ببطء.

من اهم مميزات السيارات الكهربائية التي تجعل منها ذات شعبية واسعة وتمثل المستقبل في الدرجة الأساس، إنها تعد صديقة للبيئة بالإضافة إلى إنها متمكنة لاجتياز كيلومترات عديدة من غير شحنها.

كما حققت المركبات التي تعمل بالكهرباء قفزة عالية جداً وهائلة في بلدان كثيرا خلال عام 2020، حيث وفقاً للتغيرات التي دونها متابع صناعة المركبات الكهربائية، قد بلغت مبيعاتها 4.2% من المركبات العالمية الخفيفة خلال العام الماضي، وذلك بعد أن كانت تقدر ب 2.5% خلال عام 2019.

كما أبلغت ثماني دول تقريباً قبل عام من الوباء عن ارتفاع مبيعات المركبات الكهربائية الى حوالي أكثر من 5%. بينما تمكنت حوالي 13 دولة من دفع المركبات الكهربائية إلى أكثر من 10% من مبيعات المركبات الجديدة الخفيفة خلال عام 2020.

اقرأ: سيارة ابل الكهربائية

لماذا يزيد الاهتمام بالمركبات الكهربائية؟

في هذا الصدد يصرح بانغ سون جيونغ، إن هنالك الكثير من الأسباب ولكن السبب الرئيسي لذلك هو زياد أعداد الأشخاص المؤمنين بالمحافظة على البيئة وحمايتها من الشوائب، من بينها التقليل من الانبعاثات التي تساهم بشكل كبير في تغيير المناخ الجوي. بالإضافة إلى انخفاض نسبة التكاليف المتعلقة بالتشغيل.

وتابع قائلاً في جميع أنحاء العالم تلعب الحكومات دوراً هاماً ورئيسياً في الحث على تشجيع نمو المركبات الصديقة للبيئة.

من الأمثلة على ذلك، كانت المملكة المتحدة قد اعتزمت إيقاف بيع الشاحنات الصغيرة والسيارات التي تعمل بواسطة محرك الاحتراق الداخلي في عام 2035، والعمل على استبدالها بالمركبات التي بالطاقة النظيفة.

أما في دبي فيمكن لمالكي المركبات الكهربائية من شحن مركباتهم بشكل مجاني إلى نهاية عام 2021، في بادرة من هيئة مياه وكهرباء دبي وهيئة النقل البري في دبي بهدف تعزيز مبيعات المركبات الكهربائية.

وأضاف سون جيونغ من المحتمل أن في عام 2040 ستكون أكثر من نصف مركبات العالم الجديدة ستعمل بالكهرباء.

وتابع رغم كل هذه المستجدات والاهتمام العالمي حول المركبات الكهربائية، بينما لا تزال هناك أسئلة تصدر حول فيما إذا كانت هذه المركبات “Electric Cars” تمثل المستقبل أم لا.