اختراق السيارات والتحكم بها عن بعد

|
اختراق السيارات والتحكم بها عن بعد

باتت التكنولوجيا تشكل جزءً لا يتجزأ من مكونات السيارات الحديثة، وفي بعضها أصبحت التكنولوجيا هي من تقودها كما في سيارات شركة “تيسلا موتورز” التي تعتمد اعتماد شبه كلي على الدوائر الإلكترونية في عمليات كثيرة مهمة والتي يمكن من خلالها اختراق السيارات.

السيارات في السابق كانت تعاني من الكثير من المشاكل بسبب الأنظمة الحاسوبية البسيطة التي تحتوي عليها، وهذا كان يؤدي إلى حدوث تقصير كبير في أداء المحرك، وبفضل التكنولوجيا تم حل الكثير من مشاكل المحركات وترحيل الكثير من الأعباء إلى كمبيوتر السيارة مما أدى إلى اختفاء مشاكل مثل:

  • تنظيم الوقود
  • استهلاك الوقود
  • نظام فلتره الغاز

ومشاكل أخرى عديدة، ورغم كل الإيجابيات التي حققتها التكنولوجيا للسيارات إلا أنها تركتها عرضه للخطر أيضا، وبالخطر هنا أعنى القرصنة الإلكترونية، وبشكل خاص السيارات المرتبطة بالشبكة(الانترنت) لأنها الأكثر عرضة للاختراق من غيرها من السيارات عن طريق عناوين “IP” الخاصة بها فكما يقال “كل شيء متصل بالإنترنت، كل شيء تحت السيطرة!”.

الفيروسات الرقمية وتأثيرها على أجهزة الكمبيوتر

الفيروسات الرقمية، أو فيروسات الحاسوب عبارة عن برامج صنعها قراصنة (هاكرز) خصيصا لأغراض تخريبية، وكل نوع من هذه الفيروسات يعمل بطريقة مختلفة على حسب رغبة الطرف الصانع! فبعضها يعمل على نسخ نفسه إلى حد امتلاء القرص الصلب، وبعضها الأخر يقوم بإحداث تعديلات على برامج النظام الأساسية والتحكم بها، وما يجعل الفيروسات الحاسوبية تشكل تهديد حقيقي يجب التعامل معه فورا هو قدرتها على الانتشار من حاسوب مصاب إلى أخر غير مصاب، كما ويحرص مطوري هذه الفيروسات على إخفائها جيداً بين الملفات وذلك لمنع كشفها لأطول فترة ممكنة.

يعد الإنترنت أبرز وسيلة لنقل الفيروسات الرقمية من جهاز إلى أخر سواء عن طريق استقبال الملفات المصابة، أو فتح الروابط الملغومة وغيرها من طرق النقل الشائعة، وتوجد طرق لنقل هذه البرامج الخبيثة بدون الحاجة إلى الإنترنت عن طريق مفاتيح “USB” المصابة، وأقراص “CD” آو “DVD” وغيرها من الطرق الأخرى، وبعض طرق النقل إن لم نقل اغلبها يمكن تطبيقه لنقل البرامج الخبيثة إلى سيارات الاشخاص المستهدفين!

اقرأ: سيارة آبل الكهربائية

أبرز طرق اختراق السيارات الحديثة

إنترنت الأشياء (Internet of Things – IoT)

بسبب احتواء السيارات الحديثة على الكثير من أجهزة إنترنت الأشياء هذا يجعلها عرضه للاختراق الإلكتروني بنسبة كبيرة جداً بل وهشة جداً كذلك.

إنترنت الأشياء Internet of Things – IoT هو مصطلح حديث يعبر عن الجيل الجديد من شبكة الإنترنت حيث يكون كل شيء مرتبط من خلال شبكة الإنترنت العالمية، ما يمنح الأجهزة المرتبطة حرية اكبر على استقبال و إرسال البيانات و ذلك لأداء مجموعة من الوظائف المحددة بأفضل طريقة ممكنة، و كمثال تقريبي على “إنترنت الأشياء” هي الساعات الذكية “Smart Watch” حيث تكون هذه الساعات مرتبطة بالإنترنت، و أيضا تقوم بعدة وظائف معتمدة عليه(اتصال الإنترنت)، و يملك المستخدم قابلية ربطها مع الهاتف المحمول، و الحاسوب، و حتى السيارات الحديثة فهي تدعم هذه الميزة!، و نتيجة لهذه الإمكانيات الكبيرة التي تمنحها تكنولوجيا إنترنت الأشياء للسيارات ومساعدتها في القيادة، تصبح الأخيرة فريسة سهله للقراصنة الذين يخططون لاختراق السيارات.

الاتصالات بين المركبات (Vehicular communication systems)

” Vehicular communication systems ” أو ” Vehicle-to-Vehicle Communications” أو “الاتصالات من مركبة إلى أخرى”. هو نظام ربط مركبات لاسلكي (Wireless network) يستخدم شبكة الإنترنت مثل، سيارات Golf من شركة فولكس فاجن، ويقوم بمنح المركبات القدرة على تزويد بعضها بالعديد من المعلومات المهمة المساعدة في القيادة مثل تحذيرات السلامة، ومعلومات المرور، ويعمل النظام في أحيان كثيرة على تجنيب السائق الحوادث المرورية ويساعد لجعل السيارة ذاتية أو شبه ذاتية القيادة.

اقرأ: أيقونة بي أم دبليو سيارة BMW i4 2021

للأسف هذه أيضا تعتبر ثغرة قاتلة في أنظمة السيارات الحديثة ويمكن أن يستغلها قراصنة مخربين في إمكانية اختراق السيارات والتحكم بها. بعد غزو السيارة ببعض البرمجيات الخبيثة، يستطيع المهاجم تقليل السرعة للسيارات بينما تأتي سيارات مسرعة من الخلف، فيؤدي ذلك إلى حدوث اصطدام بين السيارات!

اختراق السيارات والتحكم بها عن بعد

اختراق مفتاح السيارة (Key Fob Hacking)

يستخدم الكثير من سائقي السيارات مفاتيح سياراتهم من اجل تأمين أبوب السيارة عن بعد (القفل عن طريق الريموت)، وهذا ينطوي على مخاطر أمنية كبيرة. باستخدام بعض التقنيات البسيطة، والرخيصة أيضا يستطيع إي شخص مع معرفة متوسطة وليس خبير بأساليب اختراق السيارات، و20 دولار لشراء جهاز خاص بحجب الموجات إن يسرق إي سيارة تقريبا؛ حيث يقوم ذلك الجهاز الصغير بعمل تشويش، وحجب على الإشارات الصادرة من مفتاح السيارة مما يؤدي إلى عدم تأمينها في النهاية، وتركها عرضة للسرقة بكل بساطة!

البيانات الشخصية (Personal Data)

تبقي السيارات المتصلة بشبكة الإنترنت على الكثير من المعلومات الشخصية مثل، جهات الاتصال، والرسائل القصيرة، والأماكن التي قام السائق بزيارتها عن طريق نظام الملاحة المرفق مع السيارة GPS، وقائمة الموسيقى، والكثير من المعلومات الأخرى التي يستطيع مجرمي الإنترنت من خلال اختراق السيارات سرقتها واستخدامها من اجل ابتزاز أو تتبع الضحية.

اقرأ: سيارة مرسيدس الكهربائية EQS 2021

اختراق السيارات عن طريق موصل كان (CAN)

تحتوي الكثير من السيارات الحديثة على موصل كان -CAN- وهي تسمية مشتقة من ” Controller Area Network “، ويقوم هذا الموصل بتنفيذ مهام الاتصال الرئيسية مع وحدة التحكم الإلكترونية في السيارة (ECU)، وتتحكم هذه الوحدة بالعديد من الأنظمة المهمة في السيارة مثل: حساس سرعة المحرك، وحساس درجة الحرارة، وحساس الضغط في المحرك، والفرامل المانعة للانغلاق، ووسائد الطوارئ (الوسائد الهوائية)، وناقل الحركة، والمحرك، وأنظمة أخرى مهمة. كما يمكن استغلال منفذ “OBD” الذي يستخدمه عاده الفنيين المختصين بصيانة السيارة لتشخيص أعطال المحرك، والفرامل، وغيرها من الأعطال لاختراق سيارات الضحية وحقنها بالبرمجيات الخبيثة.

البرمجيات الخبيثة (Malware)

كما ذكر سابقا للفيروسات قابلية على الانتقال من جهاز مصاب إلى أخر سليم، وتحتوي السيارات على العديد من طرق الربط بين الهواتف الذكية والسيارة، وفي حالة كان الهاتف يحتوي على برمجيات خبيثة مخصصه للانتقال واختراق السيارات سيؤدي ذلك إلى إصابة السيارة، وقد يحدث العكس وتصيب السيارة الهاتف بالبرمجيات الخبيثة!

اقرأ: الفخامة سيارة رولز رويس جوست 2021

“هنالك المزيد من الثغرات التي تعطي للمخترقين إمكانية في اختراق السيارات وحذر منها الخبراء ولكن ما ذكر كان أبرزها، فهناك طرق لتخريب كاميرا الرؤية الخلفية، ونظام التحكم الذاتي، ونظام الالتزام بالحارات المرورية، كلها أنظمة تؤدي سيطرة القراصنة والمجرمين عليها إلى حدوث ما لا يحمد عقباه!”

نصائح لحماية السيارة من الاختراق

  • البقاء على اتصال مع الشركة المصنعة، وذلك من اجل معرفة أخر أخبار التحديثات الخاصة بأمن المركبة.
  • الحرص على تحديث نظام السيارة دوما لان الهدف من هذه التحديثات هو معالجة الثغرات التي يستغلها القراصنة في اختراق السيارات، ومعالجة أخطاء أخرى مرتبطة باستقرار النظام وثباته وجعله أمن.
  • يفضل إغلاق السيارة في المرأب وذلك تجنباً لسرقتها عن طريق اعترض إشارة المفتاح، فتركها بعيدا يزيد من نسبة سرقتها من قبل المخترقين.
  • إغلاق شبكة الواي فاي وإخفائها أيضا، وإغلاق البلوتوث، والحفاظ على الأمن المعلوماتي، وكل ما يمكن أن يستغله القراصنة لاختراق السيارات.

مصدر1 مصدر2

Similar Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *