أساليب المطورين لزيادة إدمان الألعاب الإلكترونية

الإدمان على الألعاب الإلكترونية

يعد إدمان الألعاب الإلكترونية أو ألعاب الفيديو بشكل عام أحد الآثار السلبية للتكنولوجيا. هناك العديد من الأشخاص حول العالم يكونون منغمسين في بعض هذه الألعاب لساعات متتالية، لدرجة يصلون إلى مرحلة الجنون في اللعب. يبدو أنها تتمتع بحوانب ومزايا معينة تجعلك مدمنًا عليها، سواء كانت لعبة بسيطة على هاتفك الذكي أو في اجهزة مختصة بالالعاب. ما الذي يجعلها تصل مرحلة الإدمان عند أغلب الشباب والمراهقين؟ 

تعتبر الألعاب الالكترونية طريقة ممتعة لتمضية لحظات الفراغ أو الاسترخاء في نهاية اليوم أو قضاء الوقت مع الأصدقاء. كما ساعدت الهواتف المحمولة في جعلها أكثر سهولة في الاستخدام وفي متناول شريحة كبيرة من السكان.

 من جهة أخرى، إذا أرادت شركة ألعاب الاستمرار في العمل فعليها أن تصنع ألعابًا لا يريد اللاعبون تركها. حيث يحتاج المطورون إلى إبقاء اللاعبين مستمريين يومًا بعد يوم، وأسبوعاً بعد أسبوع وهكذا، وبلا اهتمام في دراسة أضرار الألعاب الإلكترونية.  

 ولكي يجعلوها مغرية قدر الإمكان لمواصلة اللعب، يستخدمون صنّاع المحتوى عدة طرق مختلفة لمواصلة تحميل تطبيقهم وألعابهم على أجهزة الفئة الشبابية، وقد كشفت عدة دراسات عن أسباب إدمان الألعاب الإلكترونية، والتي يمكن تلخيصها بالنقاط التالية.

أساليب زيادة إدمان الألعاب الإلكترونية

1- المكافأت الإيجابية 

 عادةً ما تكون الألعاب وسيلة للاستمتاع وقضاء وقت ممتع، سواء كانت فردية أم جماعية مع الأصدقاء، بغض النظر عن اللعبة، فهي مصممة خصيصًا من أجل الاستمتاع.

لكن بعض مطوروا الألعاب وضعوا المكافآت الإيجابية والذي يعتبر كأحد التكتيكات الرئيسية لحث الناس على ممارسة ألعابهم. مثل لعبة Candy Crush، حيث كلما تقوم بمطابقة خطوط من الحلوى تأتي المزيد من الحلوى المتتالية للأسفل لإنشاء المزيد من التطابقات وهكذا، عندها ستتم مكافأتك بالأصوات الممتعة والألوان الزاهية وكمية متزايدة من النقاط. يبدو ان هذه الرسوم المتحركة الصغيرة تثير استجابة في عقلك.

 هذه المكافآت الإيجابية تزيد من إدمان الألعاب الإلكترونية وتجعل الناس يعودون للعب والاستمرار في الألعاب، تمامًا كما تفعل نشوة المخدرات والكحول التي تؤثر على العقل، تؤدي هذه المكافآت في اللعبة إلى إطلاق هورمون الدوبامين في الدماغ، وإطلاق هذا الهورمون ليس بالضرورة أمرًا سيئًا في حد ذاته، ولكن يمكن أن يصبح مشكلة إذا لم تتمكن من التوقف عن اللعب.

اقرأ أيضاً: اسوأ الالعاب في التاريخ

2- تحكم المطورون في النتائج وجعلها غير متوقعة

 يجمع المطورون بين تكتيك المكافآت الإيجابية والنتائج غير المتوقعة للحفاظ على تفاعل اللاعبين لفترة أطول.  يقدمون لك مكافأة إيجابية لكنهم لا يعلمونك بموعد حصولك عليها. إذا كنت تعلم أنك ستحصل على مكافأة جيدة او منتظرة، فستستمر في اللعب حتى تحصل على ذلك.

 مثال على ذلك، لعبة World of Warcraft حيث تتلقى هجوم من عناصر عند إنزال الوحوش في اللعبة، فتقوم هذه الوحوش بإسقاط أشياء معينة بحيث يكون لديك فكرة عما سيأتي ولكنك لا تعرف متى بالضبط. هذا يجعلك تقتل وحشًا تلو الآخر حتى تحصل على ما تبحث عنه فتتحول أوقات اللعب المسلية إلى ساعات من إدمان الألعاب الإلكترونية.

الإدمان على الألعاب الإلكترونية

 ومع ذلك، هناك توازن دقيق عند استخدام فكرة النتائج غير المتوقعة. اذ لا يمكن لصانعي اللعبة تأخير المكافأة الإيجابية لفترة طويلة وإلا سيستسلم اللاعب ولن يعود للعبة مرة اخرى. يجب أن يكون هناك مسافة كافية فقط بين كل مكافأة، وأحيانًا يتم تقديمها عاجلاً وليس آجلاً، للتأكد من عودة اللاعب.

3- الدافع الاجتماعي

 الدافع الاجتماعي اوالضغط الاجتماعي طريقة رائعة للحفاظ على عودة الناس الى اللعبة. بالعادة، يحب معظم الناس أن يتنافسوا مع بعضهم البعض ويستمتعون أيضًا بتشجيع الأخرين.

 تقدم بعض الألعاب، وخاصة ألعاب Facebook، لوحة رائدة تتيح لك التنافس مع الأصدقاء. يبني المطورون مراكز لوحة المتصدرين هذه على أي عدد من العوامل، مثل عدد المستويات المكتملة أو النقاط المكتسبة. من المثير رؤية اسمك في أعلى اللوحة فوق أصدقائك، لذا ستستمر في اللعب حتى تصل إلى مرحلة إدمان الألعاب الإلكترونية.

 توفر الألعاب الالكترونية عالمًا عبر الإنترنت، حيث يمكنك التفاعل مع أشخاص حقيقيين آخرين في الوقت الفعلي عبر الانترنت. حيث يقوم بعض الأشخاص بوضع أوقات وتنبيهات للقاء مع أصدقائهم في اللعبة، والعمل على الأهداف في هذه الألعاب. فإذا كان من المقرر أن تلتقي بمجموعة فمن المرجح أن تظهر وتلعب حتى لا تخذل أصدقاءك. ودافع التواصل مع الاصدقاء سيقود إلى إدمان الألعاب الإلكترونية

4- الهروب من الواقع

 العالم اليوم هو عبارة عن العمل، والمدرسة، وإدارة شؤن العائلة الداخلية والخارجية المتكررة. لذا قد توفر الألعاب الإلكترونية ملاذًا سريعًا للهروب ونسيان ما يحدث حولك. 

تتمتع ألعاب الهاتف المحمول بفرصة كبيرة لجذب الانتباه لأن الأشخاص دائمًا ما يكون لديهم هواتفهم المحمولة معهم، حيث يمكن للاعبين أن يفقدوا أنفسهم لبضع ساعات دون الشعور بالوقت.

 تستخدم ألعاب الإدمان مزيجًا مستمرًا من المكافآت الإيجابية والتفاعل الاجتماعي لخلق مكان ممتع يهرب إليه اللاعبون. ليس من السيئ دائمًا أخذ استراحة سريعة من العالم، لكن عندما تبدأ في الانغماس لساعات وساعات في الألعاب التي ستؤثر على حياتك الحقيقية ويتحول التسلية إلى إدمان الألعاب الإلكترونية، هنا تصبح مشكلة حقيقية فعلاً.

اقرأ أيضا: تأثير الهواتف المحمولة على المراهقين والاطفال

5- جعل اللاعبين ينتظرون

 تريد دائمًا ما لا يمكنك الحصول عليه، أليس كذلك؟  جعل اللاعبين ينتظرون هو تكتيك آخر يستخدمه صانعو الألعاب لضمان عودة الناس الى اللعبة وزيادة إدمان الألعاب الإلكترونية. إذا قدموا لك كل ما تريده من اللعبة مقدمًا، فستمل منها سريعًا.  بدلاً من ذلك، يشجعونك (ويجبرونك تقريبًا) على أخذ فترات راحة متقطعة ويجعلونك توقف اللعبة للحظة.

 كما أن جعل اللاعبين ينتظرون يشجع على القليل من التوازن بين لعبتهم وحياتهم الحقيقية. يمنح وضع الإيقاف المؤقت في الألعاب للاعبين فرصة التوقف لتناول الطعام، أو استراحة الحمام، أو بعض التفاعل الاجتماعي قبل عودتهم مرةً أخرى.

الخاتمة

 توفر الألعاب وسيلة لأخذ استراحة من العالم والاسترخاء لبضع دقائق أو ساعات، كما أن غالبية الأشخاص الذين يمارسون الألعاب يوقفونها بعد أن يكتفوا منها.  يمكنك البقاء في المنزل للعب ألعاب الفيديو في أوقات فراغك بدلاً من التسكع مع الأصدقاء. 

 ليس من الخطأ ممارسة ألعاب الفيديو كطريقة ممتعة لقضاء الوقت بمفردك. هناك فرق كبير بين اللعب كهواية واللعب بأدمان حتى تكاد تصبح مشكلة حقيقية. 

 يؤكد الباحثون أن شيئًا ما يفصل هؤلاء اللاعبين عن اللاعبين العاديين ولكنهم لا يعرفون تمامًا ما هو هذا الاختلاف. كما ان جمعية الطب النفسي الأميركية تصنف إدمان الألعاب الإلكترونية على أنه اضطراب في العقل للأستمرار في تلك الألعاب وليس ادمان بمعنى الكلمة.

لا يزال أمام المتخصصين الطبيين طريق طويل ليقطعوه عندما يتعلق الأمر بفهم تأثير الألعاب الإلكترونية على المراهقين بالخصوص التي يمكن أن تصف كإدمان الألعاب الإلكترونية. في الواقع، فإن علم الإدمان بشكل عام لا يزال في مراحله الأولى. بغض النظر عن تأثيرها، فأن هذه الألعاب موجودة لتبقى وستصبح أكثر إغراءً بمرور الوقت. إذا تمكنت من إيجاد توازن صحي بين وقت الشاشة وحياتك الحقيقية، فأنت لا تزال في وضع واضح وجيد لحد الان. 

المصدر

Similar Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *