التطور التكنولوجي ودوره في الهندسة المعمارية

للتكنولوجيا دورًا كبيرًا في تشكيل المجتمع الحالي ومحيطه، كما لها الأثر على كل جوانب حياة الإنسان ومن ضمنها الهندسة المعمارية والتصميم الداخلي. مع دخول التكنولوجيا تتغيرت ممارسة الهندسة المعمارية والتصميم الداخلي عما هو في السابق، حيث امتازت بالجماليات المرئية أو وصفها بالعمارة المرئية. لذلك، يهدف هذا المقال إلى التحقيق في التأثير التطور التكنولوجي في الهندسة المعمارية (العمارة الحديثة)، والتصميم الداخلي. 

التطور التكنولوجي ودوره في الهندسة المعمارية

التكنولوجيا تفتح الباب للمستقبل، إذ تعتبر واحدة من الجواهر الرئيسية التي تشكل وتغير الطريقة التي يتصرف بها المجتمع ووصلت الى كل مستوياتهِ تقريباً، وأحدها هو تكنولوجيا البناء الحديثة. منذ الأيام الأولى، تعد الهندسة المعمارية من أهم احتياجات الإنسان لأنها توفر مساحة للعيش والعمل، وبيئة للتفاعل، فضلاً عن عالم يتم فيه إنشاء الخبرات والذكريات. 

في السابق، مع تقنيات تشييد المباني التقليدية مثل الهياكل ذات الإطارات الخشبية والتكديس الحجري والطوب الطيني، كان شكل والإطار العام للعمارة مجرد شكل بسيط ونقي ينتج منهُ بناء متجانس، مما جعل العمارة تبدو متشابهة من حيث الإمكانيات بشكل عام في المحيط، لذلك أصبح المهندسين والمصممين بحاجة ملحة لإنشاء وتطوير مواد وتقنيات بناء جديدة بسبب هذا القيد الذي أدى إلى تناقص الجمالية البصرية للمبنى.

حاليًا، مع إنشاء وتطوير مواد وتقنيات بناء جديدة، اختراعات الأشكال المتطورة والمستقبلية اصبحت ممكنة، يتم تطوير وتصنيع مواد وهياكل جديدة في كل مكان. 

جعلت هذه التطورات المهندسين المعماريين يحاولون العمل واستكشاف إمكانية استخدام مواد جديدة لتطوير وإنشاء هياكل جديدة للمباني. بالإضافة إلى ان هذه التطورات مرتبطة جدًا بالمظهر المرئي. بمعنى أن الغالبية منهم تركز على استخدام التطور التكنولوجي لاكتشاف أشكال وتصاميم جديدة للعمارة لتعكس الفكرة التي صممت من أجلها.

يبدو أن دور الحس البصري أصبح مميزًا عند مقارنته بالحواس البشرية الأخرى. يؤدي تأثير هذا الاتجاه إلى تقييدها بالحواس البصرية وغياب الحواس الأخرى.

اقرأ: روبوتات ذكية في البناء والأنشاء

يهدف هذا المقال، إلى إثبات أن استخدام التطور التكنولوجي الحالي في الهندسة المعمارية أو التشكيل المعماري يتم استخدامه فقط لتحقيق الجماليات المرئية وقد قلل من قيمة العمارة. ستناقش المقالة أيضًا أن التطور التكنولوجي لتحقيق شكل قوي أو جميل من الناحية الجمالية يجب أن تكون قادرة على ملئ حواس الإنسان جميعها، من أجل خلق تجربة وذاكرة قيمة في هذا المجال.

التطور التكنولوجي في الهندسة المعمارية

التشكيل المعماري على الواقع الافتراضي 

أحد أقوى التغييرات التي شكلها التطور التكنولوجي الجديد هو التحول بعيدًا عن رسومات التصميم ثنائية الأبعاد والتخطيط على الأرض، إلى بيئات افتراضية ثلاثية الأبعاد تشبه الحياة الوقعية بشكل دقيق.

التطور التكنولوجي ودوره في الهندسة المعمارية

 

هذا التحول يجعل التواصل بين المصممين والعملاء والمستخدمين النهائيين أكثر فائدة وأنسجام. بدلاً من مطالبتهم بتخيل كيف ستُترجم الرسومات التخطيطية وخطط الطوابق إلى مساحة مبنية في المستقبل، يستطيع المهندسون المعماريون الآن وضع العملاء في بيئات افتراضية قبل سنوات من اكتمال المباني الفعلية. يتيح ذلك للعملاء والمستخدمين النهائيين فهم الصفات المكانية بطرق جديدة، وطرح أسئلة أفضل والتعرف على التحديات أو الفرص التي تعزز جميعها المنتج النهائي. كما أنه يساعد العملاء على الشعور بثقة أكبر بشأن استثماراتهم.

العملاء يدركون الفوائد التي يمكن أن تحققها هذه التكنولوجيا لمشاريعهم، لذا فإن شركات التصميم ستكافح لتوظيف أفضل مصممي النماذج ثلاثية الأبعاد وخبراء الرسوم المتحركة. إن وجود أشخاص في فرق التصميم الذين يمكنهم إنشاء أفضل البيئات الافتراضية وأكثرها تنظيماً سيقطع شوطًا طويلاً لضمان رضا العميل وتكرار الأعمال. 

 بالنظر إلى الكيفية التي يمكن بها للبيئات الافتراضية الرائدة تحسين فرص العملاء بشكل مباشر وعملي، سيكون من الحكمة للمهندسين المعماريين التفكير في تعزيز مهارات نمذجة الواقع الافتراضي لديهم بأسرع وقت ممكن.

لمس المواد في الواقع الافتراضي للعمارة الحديثة 

تسمح نماذج الواقع الافتراضي الحالية للعملاء برؤية مساحاتهم المستقبلية ولكن بعد وقت طويل جدًا، ستتيح لنا تقنية اللمس الشعور بها أيضًا. سيؤدي دمج حاسة اللمس في نماذج الواقع الافتراضي إلى اتخاذ قرارات أكثر استنارة بشأن المواد والأسطح والأثاث الممكن استخدامها في العمل وغير ذلك.

 سيكون المصممون الذين يفهمون كيف تعمل تقنية اللمس، وما الذي يجعله ممكنًا، وكيفية تضمينها في نماذج الواقع الافتراضي – سلعة ثمينة في المستقبل.  مع التطور التكنولوجي لكل من تقنية الواقع الافتراضي وتقنية اللمس، أصبح مزجهما أمرًا لا مفر منه تقريبًا.  علاوة على ذلك، بمجرد أن يدرك العملاء الفوائد الرائعة للقدرة على رؤية المساحات ولمسها قبل سنوات من وجودها، ستستثمر شركات الهندسة المعمارية بكثافة في توحيد التقنيات.

اقرأ: التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في 2021

التحليل وجمع البيانات

يبدو انهُ لعدة قرون، خزن المهندسون المعماريون في الغالب كل معارفهم وحكمهم في التصميم. حيث في السنوات الخمس الماضية، بدأ المصممون في توثيق المعرفة لديهم لتصبح متاحة للجميع وقابلة للتطوير.

 كمهنة، فهناك إدراك لأهمية جمع البيانات وتصنيفها، التي يمكن أن تحفز الأداء التحليلي  وتوليد تصاميم مبتكرة مستندة على البيانات، لكن البيانات ستعمل قريبًا أيضًا كأساس للاستفادة من الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي. مع حدوث هذا التحول، ستوظف المزيد والمزيد من شركات التصميم علماء البيانات والمحللين لتغذية إمكانيات هذه التقنيات الجديدة.

ألخاتمة 

الهندسة المعمارية و التشكيل المعماري مهنة غنية ومتنوعة لأنها تتيح العديد من المسارات الوظيفية الفريدة والغنية داخلها.  هناك خدمات ومجالات خبرة مختلفة يمكن من خلالها توجيه شغف الانسان. من ضمنها التطور التكنولوجي حيث تبدأ في خلق المزيد من التمايز الوظيفي للمهندسين المعماريين في مجال التصميم والعمل.

المصدر1

المصدر2

Similar Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *